تيتو عضو ييجى منه
عدد الرسائل : 143 الشهرة : طارق محمود
| موضوع: التجارب الجديدة 4/9/2009, 8:16 am | |
| نقلا عن جريدة الدستور
بقلم : إبراهيم داود
قال له أحد أفراد الأمن في العمارة: «هي مقابلة شاكر بيه سهلة كده؟»، وتركه وانصرف، أحس حسين بخيبة أمل وبصعوبة المهمة، ولم يجد ملاذا له غير الأستاذ فهيم المحامي، الذي يستطيع ـ بحكم وجوده في العمل العام ـ أن يرتب موعدا له مع المناضل اليساري القديم، الذي ظن أن حسين» طمعان « في ابنته الجميلة أمينة، حسين ريفي طيب، يعمل معدا في التليفزيون، لكن قيمته الحقيقية في ثقافته العريضة وقدرته علي التعبيرعن أفكاره ببساطة وبأقل عدد من الكلمات، بالإضافة إلي انحيازه المبالغ فيه إلي التجارب الجديدة في الشعر والقصة، ويسهم بالكتابة النقدية في المجلات الثقافية المصرية والعراقية، وأصبح صاحب مصداقية كبيرة لأنه لا يجامل، وكون صداقات واسعة،
وكثر معجبوه، الذين يعرضون عليه مسودات أعمالهم، ويتناقش معهم بجدية وحب وحميمية، تعرف علي أمينة في الجناح الروسي بمعرض الكتاب، وقابلها بعد ذلك مرات قليلة في أماكن عامة وسط أصدقاء، وشعر أنه أمام موهبة جبارة، تكتب نصوصا رائعة لاهي شعر ولا هي قصة ولاهي خواطر، ولكن شيئا شفافا يحملها إلي مرتبة عالية في الفن، وأحس تجاهها بعاطفة صادقة، وتمني أن يرتبط بها، لكن ظروفه لا تسمح بمشروع ضخم مثل الزواج، فهو لا يملك سكنا، ودخله «يادوب»، ولم يجرؤ علي تطوير العلاقة ولم يقل لها أحبك وهي أيضا لم تقل له، ولكنهما صارا حبيبين، في شتاء 1988 دعاها علي مسرحية «الملك هو الملك علي مسرح السلام، وامتدت السهرة بعد ذلك علي مقهي بالحسين، كانت علي حريتها تماما، لأن والدها سافر يومها إلي الخارج، ولم تكن تعرف أنه لم يلحق الطائرة، وظل طوال الليل يبحث عنها عند الأقارب والأصدقاء، وعن سيارتها البيتلز البرتقالية، وفي النهاية وصلته معلومات (لا تعرف كيف؟) بأنها كانت مع شخص يدعي حسين، شيوعي (وهو ليس كذلك)، فوضوي، فقير، وعندما ذهبت البيت مع آذان الفجر، ضربها، وحدد اقامتها، ومنعها من الذهاب إلي أي مكان، حسين أحس بأنه مسئول، وانه لا يوجد حل غير طلب يدها بشكل رسمي، فهيم قال له إن شاكر بيه سيقابلك بعد أسبوعين، وطلب منه اسمه الرباعي، لم يحلق حسين ذقنه منذ ليلة المسرح قبل شهر، ولم يعد مهتما بمظهره وهندامه، هو يعيش في الجيارة بمصر القديمة، يتناول إفطاره علي مقهي مجاور، ويذهب إلي العمل، ثم يلتقي أصدقاءه في المقاهي والحانات، فوجئ بشخص يتبعه أينما ذهب، يركب الأتوبيس والميكروباص معه، ويجده في انتظاره وهو خارج من العمل، ويسلمه إلي شخص آخر في وسط البلد، يستمر معه حتي نهاية السهرة، أصدقاؤه قالوا له إن «الحكومة» تشك أنك جماعات إسلامية، ولكي ينفي هذه التهمة، قرر أن يمضي وقته بين الحانات و«الغرز»، لكي يتأكدوا أنه شخص عادي، «شحطط» المخبرين خلفه، ولكنه صادقهم في النهاية دون أن يتحدث إلي أحدهما، فهو مثلا يطلب لكل واحد منهما مشروبا في اليوم، ويحاسب للمخبر المسائي علي أربعة أحجار معسل، بعد أسبوعين قال له فهيم المحامي بحسم وشفقة «انسي الموضوع». حسين بعد سنوات عرف أن شاكر طلب من أصدقائه النافذين تقديم تقرير عن «العريس» فتمت مراقبته، وحدث ما حدث... حسين حزن جدا لأنه فقد حبيبته.. ولكنه لم يشعر بالندم. | |
|
Golden~Eyes عضو ذهبى
عدد الرسائل : 1897 الشهرة : Golden~Eyes
| موضوع: رد: التجارب الجديدة 6/9/2009, 10:26 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم شكرا يا تيتو على هذا المجهود الرائع وننتظر المزيد | |
|