من أنا؟ تتسائل من أنا؟
أنا أنثى..هل تكفيك هذه الإجابة؟
أعلم بأن فضولك اكبر من كلمة ولذلك سأكون سخية كعادتي، وسأخبرك عني اكثر،
أنا انثى ، أكون احياناً قوية واكون ضعيفة لو شئت وأعرف إنني لست نموذجاً للمرأة الشرقية رغم إنني أعشق العيش على الطريقة الشرقية ولا نموذجاً للمرأة الغربية بالرغم من انني أقتبس بعض من صفاتها،
يخيل لي ان هذه التناقضات مايميز شخصيتي الشاردة من الحياة بمنطقها المعاكس،اعشق التغريد وحيدة ، ولا يضيرني ان أكون انا المستمع الوحيد.
اركض خلف الأشياء لاهثة فتهرب الاشياء منى وما اكاد اجلس واقنع نفسي بأنها لا تستحق كل هذا الركض حتى تأتيني لاهثة وعندها لا ادري هل ادير لها ظهري ام افتح لها ذراعي فربما تكون فيها سعادتي او تعاستي، ولكنني أؤمن بأن الأشياء تأخذ قيمتها من انتظارنا لها واعلم ايضاً اننا بالصبر نوقع وثيقة الرضا مع النفس.
سيدي اتعلم بأننا نشبه البحر الى حد كبير؟ نكون احياناً كالموج الهائج الذي يضرب كل شي حتى نفسه فكثيراً ما نرى موجة تضرب نفسها على صخرة الى حد التكسر والتبعثر وكثيراً ما نرى الموج هادئ الى حد الوداعة فيصبح كمرأة تسمح لضوء القمر بأن يختال على صفحتها بكل خيلاء .
نتشابه كثيرا مع الواحة، فبالرغم من حالات التصحر التي تحيطنا في هذا الزمن الجاف من المشاعر تكون بداخلنا مساحات خضراء ترطب مشاعرنا وتهبنا شعور بالأمل بأننا قادرين على العيش بالرغم من كل الجفاف ، يكون بداخلنا اماكن مظللة بالأمان بالرغم من كل مقومات الخوف التى تضرب الامان حولنا، بداخلنا احاسيس كالهواء النقي بالرغم من تلوث الهواء من حولنا . نعم نحن كواحة في قلب صحراء.
اعدك سيدي بأنني لن احلم بعد اليوم ، لقد ظلمت واقعي وحبسته بين اروقة احلامي الساذجة. ، كان يخيل لي بأن المشاعر والاحاسيس لا تطالها متغيرات زمننا الحديث الموسوم بالهشاشة والوقتية ولكن التجربة خير برهان، فالعاصفة التى ضربت واحتى كانت عاتية ، وصفعتك لي كانت قوية منزوعة الرحمة لدرجة انها خلعت الكثير من قناعاتي من جذورها ، فصفعات المشاعر هي أكثر الصفعات إيلاماً لأنها تحفر اخاديد من الألم في عمق الروح.
تتزاحم اسئلة كثيرة في رأسي المتعب في فوضى ، لكنني لا استطيع الاجابة فعبائتي عبارة عن كلمات ضيقة وجمل قصيرة لا تغطى ركبتي اسئلتي الحائرة ، لماذا؟ وكيف؟ وما الذي حصل؟ لماذا هذا الكم من الصفعات ؟ ولماذا ندير خد مشاعرنا بعد كل صفعة لنتلقى الصفعة التى تليها؟ اهو استعذاب للألم ، ام هي رغبة في تعذيب الذات؟
دعني اسألك ،
مادمت تستعذب حياة الصحراء وابجدياتها الجافة القاسية، لماذا اقتحمت واحتي الأمنة؟
لماذا عبثت بألوانها الزاهية فأصبحت مزيجاً لا معنى له؟ لماذا حولت ظلها الى اتون يحرق كل شئ وحولت ماء غديرها الرقراق الى إعصار ثائر يقتلع معه كل شئ؟ عما كنت تبحث؟
حاول ان تقرأني مرة ثانية، فالكلمات لا موعد لصلاحيتها ، فهي صالحة لكل الازمان ، ستجدني اطل عليك من بين السطور واهتف لك اتمنى ان تفهمني هذه المرة فأبجديتي ثابتة لا تتغير وبالرغم من كل الصفعات التى اهديتني اياها ولأنني إمرأة قوية سأظل متشبثة بتلابيب الامل وأدير ظهري لليأس ،فاليائسين تمشي على احلامهم عجلات القدر والحالمون يسافرون وقوفاً لأنهم يأتون دائماً متأخرين عن الأخرين ،و أنا احب ان اصنف نفسي في منطقة ما بينهما .
عذرك الوحيد انك لا تجيد القراءة.
منقول عن
سلوى حماد