السلام عليكم]"لستُ مهما"..
"الناس لا تحبني"..
"ما زلت على الهامش"....
"فلان أفضل مني".. "فلانة أقدر مني على كسب الأصدقاء"..
هل فكرت بمثل هذا من قبل؟.. وهل ترغب في الخلاص من أفكار كهذه؟
ماذا تتوقع مني إذن؟.. وما الذي جذبك في عنوان مقالتي لتقرأها؟
أتظن أن لدي عصا سحرية تخلصك من هذا الشعور؟.. أم أنني سأعطيك وصفة عجائبية تشفيك من اليأس والإحباط؟
سأصدُقك القول يا عزيزي، فلو كانت لدي هذه الوسائل لجمعت بها ثروة طائلة، بيد أني سأسألك بعض الأسئلة، وأغوص معك في أعماق خيالك، ثم أدعك وشأنك.
أخبرني الآن: لماذا تشعر بأن الناس لا تحبك؟
ألِعدم قدرتك على التواصل الناجح؟.. أم لشعورك ببعض الخجل؟
تذكر إذن أن قدرة الآخرين على الحديث ولفت الأنظار ليست حكراً عليهم، بل يمكنك أيضاً أن تدرب نفسك عليها، وأن تسبقهم إن ملكت العزيمة على ذلك.
خصص من وقتك ربع ساعة كل يوم للتحدث بصوت عال في خلوتك، وتخيل أنك تحادث الناس بطلاقة وانفتاح.
لا تفوت فرصة للنقاش والحوار، واحرص دائما على الإفادة من أخطائك بعد كل جلسة، فهذا أفضل من أن تقول كل مساء: "لا فائدة!.. فأنا لا أصلح".
تذكر أيضاً أن هناك حالات أكثر استعصاء وسوءاً من حالتك تم علاجها، وتمكن أصحابها من الخوض في غمار الحياة بنجاح.
عُد إلي الآن لأسألك من جديد: لمَ تشعر بأنك لست مهماً؟
ألأن فلانا أفضل منك في دراستك، أم لأن فلانة أكثر جمالاً منكِ؟
قد تكون محقاً، وقد تكونين أنت أيضاً محقة.. ولكن هل هذا هو كل شيء؟
أعدِمتَ يا صديقي كل مواهبك؟.. وهل نسيت يا أختي أنك لست جسداً فقط؟
ليغمض كل منكما عينيه، وليتفكر في نعم الله عليه، وليخجل من قلة شكره.
أعد ترتيب أفكارك الآن، واجعل هذه النعم على رأس القائمة، ثم ارسم شخصيتك من جديد.. وكُف عن الشكوى من فضلك!
أبقيَ في نفسك شيء؟
حسناً.. أغمض عينيك مجدداً، تأمل معي في هدوء، وابدأ بطرح الأسئلة.
ماذا كُنت قبل أن تولد؟.. كيف وُلدت؟.. لماذ وُلدت؟.. وإلى أين أنت ذاهب؟
دعني أساعدك..
أنت يا عزيزي لم تكن شيئا مذكورا، فخلق الله الكون من عدم، ثم شكّله وحسّنه وضبط موازينه في ملايين السنين حتى يتهيأ لاستقبالك.
ثم خلق آدم من قبضة قبضها من تراب الأرض، فخلقه في أحسن تقويم.
ثم نفخ فيه من روحه، فعجبت منه الملائكة ووقعت له سُجداً، وحسده إبليس حتى أقسم أن يصرف كل عمره وجهده في سبيل التضييق عليه
منقول