تبلوه

كانت تحب التامل في الاشياء تمسك بالالوان تخط الخطوط وترسم الاشكال لم تكن قد اتمت السابعة بعد ولكن والدها احس بموهبتها الفطرية , اطلق عليها هذا اللقب الرسامة وقد تححقت نبؤته فلم تكن قدتجاوزت السادسة عشرة عندما تحول البيت الي ما يشبه اتيليه تحتضن حوائطه لوحاتها التي تدب فيها الحياة , كانت تصف الاماكن بفرشتها فتظهر ابعادا وخصائص لا ينتبه اليها ساكنيها او الذين اعتادوا المرور عليها , كانت تحول شوارع الحارة ودكاكينها الي ما يشبه الانتيكات المرصوصة بعناية واتقان , كانت تضيف الي الاشياء نوعا من الجمال الممزوج بالبساطة والواقعية .كانت تبعث الفرحة في نفوس من ترسمهم ,

التقت باحدي زميلاتها في المدرسة ,
قالت: اسمي سعاد وانت
ردت عليها : اسمي مني
قالت :فرصة سعيدة ولكني لم ارك من قبل
قالت: نعم فقد انتقلنا من بيتنا حديثا وهذا اول يوم لي في هذه المدرسة الجديدة
تجازبا اطراف الحديث يبدوا ان سعاد رغبت في رسم صورة جديدة بعد ان احست من مني انها تفتقد الي الثقة بنفسها او انها ليست راضية عن شكلها كانت ترغب في الخضوع لعمليات التجميل تحت يدي رسام (عفوا طبيب ) , لم تكن مني ينقصها الجمال لكنها فقط مهووسة بان تصبح مثل احدي المشاهير التي تظهر علي شاشات السينما والتلفزيون .

لم تمر ايام حتي استطاعت سعاد اقناع مني بان تلتقط لها صورة بفرشتها , كان التبلوه اشبه بتحفة فنية استطاعت سعاد ان تظهر فيه محاسن صديقتها الجديدة , ولكن يبدو ان مني كان لها راي اخر فقد ظنت ان سعاد رسمتها اجمل مما هي عليه اعتبرت هذا نوع من الاستهزاء بها , القت بالتبلوه علي جانب الحائط وقررت الاسراع باجراء الجراحة التجميلية .

بعد اشهر كانت مني تمسك بالتبلوه والدموع تملا عينيها ندما علي ما فقدت